Monday, July 11, 2011

الحب..... و اشياء اخرى

من المؤكد علميا و نظريا و من خبرات من سبقونا فاننا نعلم جيدا ان هناك اختلاف جذرى و شامل بين تكوين عقل الجنسين المتصارعين دائما و ابدا على البقاء

لكن يستوفقنا جميعا ظاهرة غريبه..لماذا يولد الحب بين الرجل و المرأة و لكنه سرعان ما يذوب فى طيات الاختلاف الطبيعى لكونهم كائنين مختلفين تماما من حيث التكوين الفكري و الاهداف و الاتجاهات و الدوافع

فعندما نتحدث عن الحب غالبا ما نغفل عن ذكر...الاشياء الاخرى

قد يتفق الرجل و المرأه على هدف معين مثل الزواج مثلا (مع كل احترامى للاراء المختلفة عن كون الزواج هدف ام وسيلة).... و لكن سرعان ما نجد ان تفكير الرجل يذهب فى اتجاه و يندفع تفكير المراه فى الاتجاه المعاكس، و مع ان الهدف واحد لكن التفكير فى اليات التحقيق و النتائج التى ستتبعه و سبل الوصل اليه مختلفة تماما!!
كيف و الهدف واحد...
يرى البعض ان الاختلاف هو امر منطقى بل و الاهم من ذلك هو محاولات الاقناع المستمرة فى انه مكمل لكل العناصر التى يفتقدها الاخر و من ثم يتم توجيه الامور لاقناع انفسهم بان الامور على ما يرام، و عند هذه النقطة فكلاهما يغفل ان هذا الاختلاف الذى يؤدى الى البعد عن تحقيق الهدف الاساسى المتفق عليه

منذ فترة قررت ان اجرى انا و الطرف الاخر اختبار بسيط لقياس مقدرة كل منا على فهم الاخر...فكان على كل منا ان يتقمص شخص الاخر و يتحدث بلسانه و يفكر مثله و يحاول اقناع الطرف الاخر بوجهة نظره...
عمليا كانت نسبة نجاح التجربة لا بأس بها، مما دعانى لكى افكر فى ان كل طرف عليه فى معظم الاحيان و خاصة عند اتخاذ القرارات او فى ظل اى اختلاف قائم بينه و بين الاخر فعلى كل منهم ان يضع نفسه بكامل طاقته فى محل الطرف الثانى ثم يبدأ باعادة النظر الى الامر ذاته...

الهدف من تلك التجربة هو ان يعرف كل من الرجل و المرأه انهم مختلفين فى التكوين العقلى و الترتيب المنطقى لافكارهم و من ثم فيجب عليهم ايجاد نقطة التقاء عند تبادل الادوار
دائما يتسأل كل من الطرفين، اين ذهب الحب الجارف الذى جمع بيننا فى يوم من الايام و تكون غالبا الاجابة المنطقية هى ان مصاعب الحياة الهت كل منا عن التفكير فى مثل هذه الامور و كلما انغمسنا اكثر فى الدنيا كلما تباعدت المسافات، و فى معظم الاحيان يستعوض الطرفين بكلمة العشرة الطيبة عن كلمة الحب فينسى كل منهم
ان ما جمع بينهم اولا كان الحب و ليست الايام....

فى بادئ الامر كان الحب هو الدافع الاساسى لوجود الطرفين معا ثم غفل كل منهم عن مناقشة الاشياء الاخرى، فنسى الطرفين ان يبحثوا عن نقاط الالتفاء الفكرى و المعنوى بينهم و قياس درجة التقارب فى الافكار و العادات و القسائم المشتركة التى تجمع بينهم...بل و الاسواء من ذلك هو ان كل منهم تناسى و غض البصر عن نقاط الاختلاف بدلا من مناقشتها و من هنا بدت الاشياء الاخرى شئ مهمش و ليس عاملا اساسيا فى تكوين العلاقة السليمة...
و بمرور الوقت و مع زيادة حجم التعاملات بين الطرفين اخذ الحب فى الذوبان و انطلقت فى الصعود الاشياء الاخرى لتبرز مفاتن الاختلاف و تشوه العلاقة المبنية على اساس الحب و تحيلها لشئ بعيد تماما عما كان فى مخيلة كل من الطرفين

لذا فكان على ان افكر اليوم فى ان الاشياء الاخرى قد تبدو لى ذات طابع سخيف يشوب مشاعر الحب الجميلة بيننا و لكن اذا اطلقت العنان لها و غضضت الطرف عنها فانها ستنمو مع الوقت لوحش كاسر يلتهم الحب الجميل فيهدم الحلم باكمله...لذا فان اراد الحب يوما البقاء فعلينا ان نفكر جيدا فى كل الاشياء الاخرى

No comments:

Post a Comment