Monday, July 11, 2011

رسائل

مقدمة:
اليوم و قد مضى من العمر كثيرا ما بين صراعات و محاولات لاقلامى و دفاترى استطعت ان اصل الى نقطة البداية...استجمعت من اركان نفسى الاشياء التى كنت اتكئ عليها فى ركن بعيد مظلم و اتخذت القرار ان القى بها بين يديك..نعم لقد اعددت قواى للمواجهة و ها انا ذا اقص عليك ملامحى فى رسائل خاطفة..علها تحمل اليك حبى الذى قد اراح انحناء ظهرى من حمول الرحلة الطويلة...سانزل الحقائب معك واحدة تلو الاخرى الى ان نصل سويا لاجمل رساله حب عرفها الزمان

هذه الرسائل هى نتاج احلامى، مخاوفى، و قطار ايامى التى مضت و لم تكن فيها سوى الحلم الذى طال انتظاره...

لقد اجتزت وقتا طويلا انمق الكلمات و ارتب اقكارى و لكنى قررت اخيرا ان ادع كل هذا لقلمى  ليقص هو عليك ما عجز لسانى عن حمله اليك...سافتح دفاترى القديمة و اتركك تجوب فيها برفق..لا يهم الاحداث و لا الاشخاص فغالبا هم جميعا من نسج خيالى فانا كما تعلم لطالما عشت بينهم و معهم سنين طويلة...

الرساله الاولى: الميلاد:

بعد ان ازحت النوم من عينى، ارحت جفنى قليلا...تسلل الضوء الى اعماقى شيئا فشيئا و كأنه يشق دربا جديدا مخترقا ذلك الجدار العتيد
احسست بالهواء يسرى فى صدرى، اخذت نفسا عميقا و كأننى استنفذ كل الهواء من حولى...
لم ادرك حينها انه قد مضى من الوقت كثيرا و انا غائبة عن العالم.....مرت تلك اللحظات القليله و كأننى لم اتركها قط
تمعنت النظر فى كل ما حولى و كأننى افيق للمرة الاولى...اتفقد كل شئ بنظرة عميقة كمولود يرى الحياة للمرة الاولى
شعرت بالدم يسرى مجددا فى عروقى و كأنه يشق طريقه من جديد فى تلك العروق الوهنة ليبعث فيها روح الحياه
تحسست اناملى برفق حتى لا تفزع منى و كأنما طفل رضيع يشعر بالهواء يداعب انامله للمرة الاولى
نهضت شيئا فشيئا من فراشى...اتحسس مواضع اقدامى..انها خطواتى الاولى..
نظرت حولى قليلا و كأننى اقابل اشيائى للمرة الاولى..مهلا...لازلت فى حيرة من امرى ..الم يخطر ببالك ان هذا هو اللقاء الاول بيننا....

الرساله الثانية: ابحث عنك:
عدت اليوم الى اوراقى فانا لا املك رفيق سواها..لا املك من الدنيا سوى خيط من الاحلام انسجها فى دفترى كل ليلة.. اغمض عينى فاحيا بها الى الصباح. و لكنى املك ايضا دعائى لمولاى عز و جل..اشكو له حالى و هوانى فيشملنى برحمته لأحيا صباحا جديدا
هل ستظل دموعى عالقة فوق وجنتى الى الابد؟ هل سيظل الحزن سجين قلبى الى الابد؟ الى متى ستطاردنى هواجس الخوف؟ الى متى سادفن رأسى فى وسادتى لاخفى دموعى عن كل من حولى و اترك مشاعرى تحيا فوق سطور دفاترى القديمة
لا اعلم اليوم الى اين تأخذنى الايام..اخطو اليك و انا متعبة..محملة باثقال الماضى الذى يأبى ان يترك مخيلتى...نعم جئت ابحث عنك بين اوراقى فاين انت منى...لا اعلم كيف لى ان القى بنفسى فى احضان الليل الطويل و هو لا يحمل لى سوى ذكرى لعمر حزين...هل ضعفى لعنة..لم احتاج اليك..هل ابحث فيك عن عمرى الذى ضاع منى فى دروب الماضى...و لكن كيف لى ان القى بحبى بين يديك و انا حتى لا اعلم من انت..ابى، امى، اخى ام من دمى..كلا..لست واحدا منهم..فكيف لى ان اطمئن على قلبى و انا احمله اليك...
قف..فاننى قادمة اليك..اسير بخطى ثابتة و كأننى اعرف الطريق جيدا..نعم انا اعرفه جيدا...لقد فاض بى الكيل و انا ابحث عن هذا الطريق منذ زمن بعيد فهل تعتقد اننى سافقد اثره اليوم و هو سبيلى الوحيد اليك!!
انتظرنى قليلا فسآتى اليك لنبحث سويا عن حياة لطالما حلمنا بكل الوانها معا...

الرسالة الثالثة: اللقاء الاول:
لا ادرى اين تذهب الحروف حينما ابحث فيها عن اسمك
لا ادري لما تحتار العقول كلما ذكرت سيرتك
لا ادرى مما تخاف القلوب عندما احكى عن عشقك
لا اعلم و انا لازلت ارتشف اللذه الاولى من حبك
اتدرى الى اين يأخذنى عطرك
اتدرى الى متى اجوب فى طرقات عالمك
اتدرى مما احترق فى ليلك
لا اعلم و انا لازلت احبو برفق فى قلبك
لا ادرى كيف لى ان اسرى فى دمك
لا ادرى هل يوم سيأتى و اقف بجوارك
لا ادرى ان كانت الدنيا ستحمل الى اخبارك
لا اعلم و انا الطفلة الصغيرة تربت فى دربك
اتدرى كم سأم الناس حديثى فى وصفك
اتدرى كم سهرت اتأمل ملامحك
اتدرى كم نسج خيالى فى قصصك
لا اعلم و انا من هام قلبى فى الحب يعدو اليك

No comments:

Post a Comment